مع النجاح في الوصول إلى نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم، أظهرت الدنمارك أنها واصلت رحلة الصعود عقب تعرض كريستيان إريكسن لأزمة قلبية، ولم تؤثر هذه المأساة على تطور الفريق تحت قيادة المدرب كاسبر يولماند.
وانتزعت الدنمارك بطاقة التأهل لكأس العالم 2022، عقب الفوز على النمسا بهدف دون رد أمس الثلاثاء، لتتصدر المجموعة السادسة بفارق سبع نقاط عن إسكتلندا صاحبة المركز الثاني، ويبدو التطور ملحوظاً في الفريق خاصة بعد ما حدث في يونيو الماضي.
وعندما انهار إريكسن صانع اللعب في أرض الملعب في إستاد باركن بالجولة الافتتاحية لبطولة أوروبا 2020 أمام فنلندا، كان من الواضح للجميع في الملعب ولملايين المشاهدين أن حياة اللاعب كانت في خطر.
ولحسن الحظ تدخل الجهاز الطبي وزملاء إريكسن بشكل سريع لإنقاذ اللاعب، لكن بالنسبة لأغلب المتابعين فإنه كان من المستبعد تماما تحقيق النجاح في التعافي وتعويض غياب عقله المدبر.
لكن هذه التوقعات لم تكن صحيحة على الإطلاق.
ونجح يولماند في إعادة أجواء التركيز سريعاً إلى الفريق المهتز بهذه الواقعة، وعاد إلى الطريق الصحيح وبلغ الأدوار الإقصائية في بطولة أوروبا الصيف الماضي.
وشقت الدنمارك طريقها حتى الدور قبل النهائي في بطولة أوروبا، قبل أن تخسر بشق الأنفس أمام إنجلترا، ثم حظي الفريق باستقبال الأبطال عند العودة إلى كوبنهاغن.
ولم تتوقف موجة المشاعر عند هذا الحد، بل استمر الفريق بنجاح في مسيرته بتصفيات كأس العالم وقدم أداء هجومياً ممتعاً، إلى جانب امتلاك صلابة دفاعية قوية.
وفي غياب إريكسن، ظهر لاعبون من نوعية ميكل دامسغارد، صانع اللعب الماهر الذي شارك بدلاً منه، والجناح أندرياس سكوف أولسن، وساعدت ثقة المدرب يولماند في المواهب الشابة على تألقهم.
لكن حجر الأساس في قلب دفاع الدنمارك يرتبط بالقائد سيمون كير.
وحظي كير بإشادة من جميع أنحاء العالم بعد دوره في إنقاذ حياة صديقه إريكسن، وساعده التألق مع ناديه ومنتخب بلاده على الوجود في قائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب لعام 2021.
وجاء تسجيل كير ركلة الجزاء خلال الفوز على مولدوفا يوم السبت، ليهز الشباك للمرة الخامسة في 116 مباراة دولية، ليؤكد اقتراب الدنمارك من ضمان الظهور في قطر.
وبعد المعاناة من أوقات صعبة، ستنهي الدنمارك عام 2021 ضمن أفضل منتخبات العام وستتطلع إلى 2022 عندما ستختبر مدى قوتها أمام أفضل فرق العالم.